Quantcast
Channel: meetareej.com »القدس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 12

كبّوت ليلى الأحمر

$
0
0

1474

.

.

.

.

.

.

.
.
.
.
.
.

.
.
.

ضحك يوم رأى كبوتي الأحمر. لم أكترث يوما ان اخرج به قبل ذلك. ولكن من يومها لم اتكلم معه (ولم ألتق به مجددًّا ولو صدفة).
.
.
.

.
.

تجربتي في القدس مع الباصات منذ اللحظة الأولى التي وصلت بها هذه المدينة، كانت مليئة بالمغامرات، القصص، والالهام – أحيانا حتى كُنت أثناء أزمات السير أخرج حاسوبي وأبدأ بالتصميم. هناك عشرات القصص التي حدثت معي مرتبطة بالباص. الباص، ذاك العالم الغريب ذو الحركة الدائمة المزعجة والمقرفة تحديدا. قصص بعدد الأيام والمرّات التي ركبتُ فيها باصات المدينة.

لست ممن يكترث “شو بفكر الناس بلبسي”، لست كذلك حقًّا، ألبس ما يريحني.
من المرات التي حقًّا اكترثت بها، كانت إحدى المرّات التي التقيت فيها صديق قديم بالصدفة يقف على أحد محطات الباص. أعتقد أن ذلك حدث في الشتاء الماضي.
القدس بردها شديد، شديد للغاية، يجعل من عظامك تهترئ،  فأفضل حرفيًّا أن أخرج بملابس أشبه بالبيجاما حتى أتدفأ. تقول زميلة لي: “تعوّدي ما تجمعي” – لذا أظن أنه الأصح أن أقول: “تجعل عظامي تهترئ”.

قبعتي الصوفية الحمراء، كنت أحبها (وما زلت)، أحبها، تذكرني بليلى الحمراء، أحب ليلى الحمراء، أحب تمردها على كلمة أمها.
قبعتي الصوفية الحمراء، كنت أحبها (وما زلت)، لكن لم أجرؤ من بعد نظرته الساخرة تلك أن أخرج بها مجددًّا إلى أماكن “عامة” – مع أنها ليست بقبيحة.

خرجت في الصباح الباكر، لأستقل الباص، كان يقف هناك، هو وأصدقاؤه، سلّم علي.. أعترف، أنه شخص كله ذوق وأدب، ولكن الحقيقة هي، أنه تفاجئ لا بل صُعِق لمنظري الغريب ذاك اليوم، وكيف لا؟ كنت ألبس كبوتي الأحمر، ومعطف يلائم الجبال أكثر مما يلائم القدس (أعرف أن القدس جبال – ولكن أقصد بالجبال – جبال الهمالايا)، أراد أن يضحك، أعرف أنه أراد أن يضحك، أنا أعرفه، أعرف طبعه النكدي والوقح أحيانا بصراحته الزائدة، رمقني بابتسامته الخبيثة التي اعتدت عليها، وابتسم ابتسامة تقول: “أنا مصدوم، أنه… مش لهالدرجة”.
استغربت الحقيقة من أنّه لم يعلّق تعليقًا ساخرًا على الموضوع كعادته، لأن منظري فعلا كان مضحك- ولكن لا يهم، كنت على وشك أن أموت من البرد (وأشهد له أنه لبسه أحلى لبس، وكان عليه أن يستبدل تخصصه ويدرس تصميم أزياء! لا أبالغ) – لربما خجِل أن يفعل ذلك أمام أصدقائه أي أن “يمزح” معي مزحة من العيار الثقيل، اكتفى بالحديث العام معي، وأخذ يسألني عن أحوالي، عن الجامعة، وعن دراستي – لم أكن سعيدة في تلك الفترة، ولكن لم أرد أن أنكّد له صباحه، فقلت له “كل شي ممتاز”، قال لي: “أهم شيء تكوني مرتاحة ومبسوطة – هيك أنت كنتِ تضلك تقوليلي”.
برد.
صعدنا الباص، جلس في جهة وأنا في جهة.
ربمّا لم يكن صديقًا أصلًا.
من يومها لم أره، ولا حتّى صدفة..
.
.

إلا على الفيسبوك.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 12

Latest Images

Trending Articles





Latest Images