Quantcast
Channel: meetareej.com »القدس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 12

يوميات في الجامعة العبرية في القدس

$
0
0

251933_536204139737249_1681296_n

15.1.2013

تعرض المحاضرة في أحد الحصص، نظرية ادوارد سعيد حول “البوست كولونياليزيم”، تقول:” ترى هذه النظرية أن النظام الصهيوني هو نظام استعماري”. ابتسم. أوافقه. تقول زميلتي الإسرائيلية:”تلخبط دماغي ومش قادرة استوعب”. أي بكلمات أخرى “لو ميستادير لاه با روش”. ء

27.1.2013

يقول المحاضر، ويكرر ما قاله وقالته محاضرين ومحاضرات سابقين: “تحوّل الفلسطينيون في -أرض إسرائيل- إلى أقلية لعدة أسباب – هربهم، هناك قرى قليلة هُجّرت، وهناك من سافر على أساس أن يعود عندما تهدأ الأحوال”. في القاعة ذاتها، يجلس ما فوق المائة شخص من الطلبة الاسرائيليين، يوجهون أسئلتهم (التي لا تدل إلا على جهل كثير منهم) حول تاريخ ما حدث. لدقة وموضوعية المحاضرين والمحاضرات.. دائمًا.. دائمًا.. ينسون أن يذكروا حقيقة ما حدث، حقيقة تحولنا إلى أقلية على أرضنا ووطنا “فلسطين”، حقيقة أن ما جرى لم يكن سوى ببساطة عبارة عن عملية “تطهير عرقي” لهذه البقعة من الأرض، شوهت تاريخ فلسطين، وحاولت محوه. ء

24.2.2013
اليوم قمت بفعالية حول موضوع “الهوية” مع طالبات مقدسيات في سن الخامسة عشرة.هذه أول مرة أقوم بمثل هذه الفعالية مع مجموعة من هذا الجيل وأجدها تخلو من “انفصام الهوية”. لا تعريف لهويتهن غير أنهن “فلسطينيات”. لا شيء آخر. لأن موضوع “الهوية” وأزمة الهوية، موضوع شائك لدى الفلسطينيين خاصة في الداخل الفلسطيني. خلال الفعالية التي استمرت ثلاث ساعات ونص، لم تذكر كلمة “دين”، لم تذكر أي منهن هذه الكلمة.  :) ء

 

28.2.2013

في إحدى الحصص تسألنا المحاضرة عن مواضيع أبحاثنا النهائية (السمينار)، وعن سبب اختيارنا لها إن كنا فعلا قد بدأنا العمل عليها. بعفوية أرفع يدي وأقول: “بحثي عن العمل التربوي للفلسطيني المقدسي خليل السكاكيني، وسبب اختياري للموضوع أنه لا يعقل أننا في جامعة في القدس، ندرس التربية، وﻻ نذكر أحد أهم مفكري التربية الفلسطينيين في المدينة. الموضوع يهمني كفلسطينية”. تسألني المحاضرة: “لم أفهم الجانب التربوي في بحثك، يبدو أنك تركزين على أسباب سياسية أكثر”، أجيب: “السياسة والايدولوجية كانتا جزء أساسي من أهدافه التربوية، خاص أن *فلسطين* كانت انذاك عندما أسس مدرسته تحت الحكم العثماني” يتعجب بعض زملائي اﻻسرائيليين أنني ﻻ أذكر “أرض اسرائيل” وجوههم كانت تتحدث. أكمل… أقول: “كان يرى خليل السكاكيني باللغة كوسيلة لمحاربة السيطرة التركية على المنطقة، إذ انه كان قوميا عربيا”… أكمل…”اضطر خليل السكاكيني لان يترك بيته عند “ما يسمى قيام دولة اسرائيل”، النكبة الفلسطينية عام 1948″ لم أنس أن أضف “طبعا كانت وما زالت حياة تربوية غنية في القدس قبل النكبة، بيته الان في الجزء الغربي من المدينة في القطمون، وهو لم يعد له للاسف”. يرفع “زميلي” الذي يجلس أمامي حاجبيه “مش عاجبته النكبة”، واخريات يصوبن نظراتهن الغريبة نحوي. قلت ما قلته براحة تامة، لم أكن أهدف إلى استفزاز أحدهم، ولو أني أحاول قدر المستطاع استثمار الساحة “الأكاديمية” لتسميع الحكي والطعن فيما يتفضلون به علينا من أخطاء تاريخية وتشويهات لتاريخ القدس وفلسطين. لم أقصد أن أصفعهم في وجههم حين قلت “النكبة”، قلتها بانسياب، ولكن وجوههم كانت تقول لي: “سكري نيعك”…ء
تتفضل احداهن بعد خمسة دقائق من تفكير عميق “يا الله كيف لازم ارد عالنكبة، كيف لازم اخرّس اريج” قائلة: “أردت أن يكون بحثي في قسم التاريخ حول دور العرب في كارثة اليهود، الا أن المحاضر رفض موضوع بحثي وطلب مني اختيار حقبة زمنية أخرى، موضوع الكارثة يهمني”. الحقيقة لم أركز في كﻻمها، ترسل لي زميلتي حلا “إس إم إس”-”هاي عم ترد عليكي تسمعلك حكي عالنكبة”.. نضحك… ونحن معتادات على ردود فعلهم الغبية عندما نحكي لهم “كل الحقائق التاريخية التي يجهلونها”…لا تعرف زميلتي أن مدرسة خليل السكاكيني كانت تمثل القدس بكافة أطيافها والوانها، ورغم صغرها في البداية كان من بين طﻻبها ايضا طﻻبا “يهود” من أبناء القدس… لم تفرقهم قبل الاستيطان الصهيوني للمدينة لا الأديان ولا الطوائف، جمعهم حب المدينة .. هو نفسه خليل السكاكيني الذي سرقت كتبه وتقبع الآن في “المكتبة الوطنية” الصهيونية في حرم الجامعة العبرية في “جفعات رام”، لا لم يعيدوا له كتبه، أي سرقوا بيته وكتبه في آن واحد… ء

هذه مجرد قصة. لم يحتد فيها النقاش. مجرد قصة عابرة. سخيفة حتى. في النهاية، وفي الجامعة بالذات ﻻ حاجة للخوف من حقك، احكي، وأقول “لا حاجة للخوف”، لأنني أذكر تماما، كل وجوه زميلاتي اللاتي لأكثر من مرة وأكثر من مناسبة صرحن لي قائلات: “أريج خففي وطئة كلامك، بتخافي يعملولك إشي”… لا أحد يجرؤ على مجاراة الحق وإن حدث يكون رده ضعيفا… لا ضرر أن نستثمر النقاشات البسيطة في الصفوف لصالحنا… أنا لا أفعل أي شيء مخالف لأي منظومة قانونية، فقط اعبر عن رأيي بأدب، موضوعية، ومع مصادر موثوقة… مخطئ من يظن أن هذا لا يغير شيئا… يكفي أنه يغير فكرة احنا “تومتوم”. لأ احنا مش تومتوم. واحنا بنعرف تاريخنا وحضارتنا واحنا مش عرب اسرائيل – احنا مش عرب اسرائيل. احنا فلسطينيين. نحن فلسطينيون، سلبت منا هويتنا، ونعيش اليوم أزمة هوية لا نهاية لها، تبدأ من دخولك صف أطفال تسألهم من أنتم، فيعجزون عن الإجابة… احنا مش تومتوم. نحن نعلم إلى جانب كل هذا أن جامعتنا المصنفة ضمن أفضل مائة جامعة في العالم ما هي الا مؤسسة صهيونية أخرى، متورطة في المنظومة العسكرية الصهيونية، يحيطها إلى جانب ذلك معسكرات تحد من توسع القرى الفلسطينية من حولها. لا تتردد في اعتقال طلابها أحيانا. ولا توفر لهم الامان في احيان أخرى. باروخ هاشيم. شالوم شالوم..ء

مدرسة اسرائيلية في حي القطمون المحتل في القدس - من يدري، قد تكون كانت يوما بيتا عربيا في الحي

.

.
وطيب خلص بكفي.. مع السلامة…من ايريتس هاكوديش…ء

 

تدوينة سابقة من يوميات الجامعة: في اللامبالاة

http://meetareej.com/ma/2013/01/lamobalah/



Viewing all articles
Browse latest Browse all 12

Latest Images

Trending Articles





Latest Images